إن الحوار في القرآن الكريم بطرق متعددة ومناهج مختلفة لكي نستلهم من خلالها العبر والعظات التي تهدينا إلى الحق والتي تزرع في قلوبنا الإيمان وتوضح لنا كيفية التعامل مع الناس عبر الحوار البناء الناتج عن العقل الواعي المدرك الذي وهبه الله للناس كي يتفكروا ويعتبروا وقد جاء هذا المنهج من خلال:
حوار بلقيس مع سليمان عليه السلام، حوار السحرة مع فرعون، حوار صاحب الجنة في سورة الكهف.
رابعاً: المنهج الاستكباري في الحوار:
والذي تمثل في: المنهج الاستكباري في الحوار مع الأنبياء حيث ساق الله عز وجل لنا عدة محاورات تمت بين بعض أنبيائه ورسله مع أقوامهم المعاندين المستكبرين، ليبين تبارك وتعالى من خلال ما قوبل به هؤلاء الأنبياء والمرسلون من صلف وتبجح وعناد من أقوامهم، الذين لم يكن الهدف من تلك الدعوات إلا إصلاحهم وهدايتهم إلى طريق الرشاد!
كما بين الله عز وجل لنا الطريقة التي اتبعها الأنبياء والمرسلون عليهم السلام في محاورتهم مع أقوامهم باللين والرفق تارة، وبالترهيب تارة أخرى هدفهم من ذلك كله أن يستجيب أقوامهم بهم، وينجوا مما هم فيه من الشرك والبعد عن الطريق المستقيم ليوضح سبحانه ما واجه به المعاندون المشركون أنبياءهم ورسلهم بالتكذيب تارة، وبالتهديد تارةً أخرى وقد قمت باختيار نموذجين اثنين من تلك النماذج الحوارية وهما:
١-حوار قوم نوح مع نبيهم نوح عليه السلام.
٢-حوار عاد مع نبيهم هود عليه السلام.
مبيناً من خلالهما المنهج الاستكباري الذي اتبعه الفريقان في محاورة نبيهما.
خامساً: الحوار في اليوم الآخر:
حيث إن الحوار نعمة من نعم الله في الآخرة وإن الحوار نوع من العذاب والحسرة والندم في الآخرة كما بينت كثير من آيات القرآن الكريم وكذلك حوار أصحاب الأعراف.
الخاتمة
إن الإسلام ينظر إلى الإنسان على أنه خليفة الله في الأرض قال تعالى: }إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً{([١٩]).


الصفحة التالية
Icon