وحوار الله سبحانه وتعالى مع إبليس العاصي اللعين المخالف المتحدي لأوامر الله سبحانه وتعالى، مع ذلك حاوره الله سبحانه وتعالى ليعلم الله الناس أن الطريق إلى إظهار الحق وإحقاقه لا يكون بالقوة وإنما طريق الحوار العقلاني البناء مهما كانت طبيعة الخلاف، ومن ثم فإن مسألة الحوار من المسائل المهمة في المنطق الإسلامي، كأسلوب متحرك عملي في الوصول إلى الحقيقة، وفي حركة الصراع في القضايا الفكرية والسياسية والاجتماعية، لأنه الوسيلة المثلى التي يعبر فيها الإنسان عن فكره بطريقة خاصة سواء كان بالرفض أو بالإيجاب، أو قبوله لأفكار الآخرين.
أهمية الموضوع:
ترجع أهمية الموضوع إلى انه يتناول موضوعا متعلقا بكتاب الله عز وجل ويستعرض أسلوباً من أساليب القرآن ألا وهو أسلوب الحوار المتميز في كتاب الله عز وجل.
سبب اختيار الموضوع:
يرجع سبب اختياري لموضوع الحوار في القرآن الكريم إلى عدة أمور منها:
١- أهمية أسلوب الحوار في عرض الدعوة الإسلامية.
٢- بيان هذا الأسلوب المتميز الذي اتبعه القرآن الكريم بشكل منهجي.
٣- إن أسلوب الحوار من أنجع الأساليب وأمثلها لحل المشاكل بين الأفراد، حيث تدور المحاورات ويبدي كل منهم رأيه ووجهة نظره بعيدا عن الضغوط وبعيدا عن الأهواء الفاسدة.
٤- تقسيم الحوار في القرآن الكريم إلى مناهج تربوية بأسلوب ميسر تمكن المسلم من تناولها فهما وتطبيقا.
مفهوم الحوار لغة واصطلاحا
أ- مفهوم الحوار في اللغة العربية:
إن كلمة الحوار في اللغة ترتبط ارتباطا وثيقاً بكلمتين هما الجدل والمناقشة ولذا قيل حاوره محاورة وحواراً: جادله
والمحاورة المجاوبة أو مراجعة النطق والكلام المخاطب والتحاور التجاوب، لذلك كان لابد في الحوار من وجود متكلم ومخاطب لما فيه من تبادل الكلام ومراجعته.
ب- الحوار في الإصلاح: