لقد عرف الأستاذ الدكتور/ شوقي ضيف بقوله (الجملة الحوارية) هي الجملة المجاب بها في حوار قصصي أو المردود بها على استفهام في كلام مفصل. وعرفه الدكتور/ محمد أحمد خلف الله بقوله: إن الحوار يكون عندما يضطرب الذهن ويصيح العقل في حيرة بين أمر نفسه وأمر قضية من القضايا أو مسألة من المسائل ويراد من الحوار أن يخرجه من كل ذلك. ومن ذلك يتبين مدى الارتباط بين المدلول اللغوي والمدلول الاصطلاحي لكلمة الحوار حيث إن كلاً منهما مرتبط بمراجعة الكلام والجواب عن الاستفهام. ولا بد لعملية الحوار من عناصر أربعة:
شخصية المتحاورين.
المناخ الحواري.
العلم بموضوع الحوار.
أسلوب الحوار.
ولعل ما أصاب الأمة اليوم من تراجع وتشاجر وخصام وتشتت وعدم تنبهم لهذا المنهج العظيم ألا وهو الحوار.
ولو استقرأنا تاريخنا الإسلامي العظيم لوجدنا أن هذا المنهج سيطر على عقول وأفعال علمائنا الأجلاء.
من قائل "كلامي صواب يحتمل الخطأ وكلام غيري خطأ يحتمل الصواب".
فمن قائل "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه".
إنه المنهج الذي ينهل منه الجميع كيف لا وقد جاء القرآن الكريم بمناهج تربوية عدة من خلال الحوار بأسلوب ميسر يمكن المسلم من تناولها فهماً وتطبيقاً كما أسلفت ومن هذه المناهج:
أولا: الحوار منهج رباني:
لما كان هذا المنهج أسلوباً من أساليب القرآن الكريم الله جل في علاه أن يبين لنا هذا المنهج من خلال ذاته سبحانه ليعلم الناس طريق الحق والخير ويهديهم إلى الصراط المستقيم، ليكون منهجاً في الحياة يتعلمون منه ويتعاملون به.


الصفحة التالية
Icon