وقد يخطئون في اجتهادهم فيصوبهم رسول الله - ﷺ - كمن قرأ :﴿ حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ﴾ فعمد عِقَالَيْنِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلْتُ تَحْتَ وِسَادِي عِقَالَيْنِ ؟ قَالَ :«إِنَّ وِسَادَكَ إِذًا لَعَرِيضٌ أَنْ كَانَ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ وَالْأَسْوَدُ تَحْتَ وِسَادَتِكَ» ثم بين له أن المقصود بياض النهار وسواد الليل.
ختاماً :
هذا الطريق من طرق التفسير تجب العناية به، أعني تفسير الصحابة ؛ لما سبق من الأدلة الدالة على أهمية تفسيرهم رضي الله عنهم أجمعين.
وأما تفسير التابعي فالحديث عنه في الحلقة القادمة إن شاء الله.
لعلي أكتفي بما سبق.. على أمل اللقاء بكم مجدداً بإذن الله، وإلى ذاك الحين أستودعكم الله، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة (٢٠)
الحمد لله رب العالمين، وأُصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله أجمعين، أما بعد، المستمعون الأكارم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه هي الحلقة العشرون من شرح مقدمة أصول التفسير.. أستهلها بعد حمد ربي بقول ابن تيمية رحمه الله :" إذَا لَمْ تَجِدْ التَّفْسِيرَ فِي الْقُرْآنِ وَلَا فِي السُّنَّةِ وَلَا وَجَدْته عَنْ الصَّحَابَةِ فَقَدْ رَجَعَ كَثِيرٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ فِي ذَلِكَ إلَى أَقْوَالِ التَّابِعِينَ".
التابعي : من رأى الصحابي مؤمناً. والمرسل أن يقول التابعي : قال رسول الله - ﷺ -.
ومن أعلم التابعين بالتفسير مجاهد بن جبر رحمه الله، فقد قال عن نفسه :" عَرَضْت الْمُصْحَفَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ثَلَاثَ مرات، مِنْ فَاتِحَتِهِ إلَى خَاتِمَتِهِ أُوقِفُهُ عِنْدَ كُلِّ آيَةٍ مِنْهُ وَأَسْأَلُهُ عَنْهَا.


الصفحة التالية
Icon