وعَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ رحمه الله قَالَ : رَأَيْت مُجَاهِدًا سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ وَمَعَهُ أَلْوَاحُهُ. قَالَ : فَيَقُولُ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ : اُكْتُبْ. حَتَّى سَأَلَهُ عَنْ التَّفْسِيرِ كُلِّهِ. وَلِهَذَا كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ : إذَا جَاءَك التَّفْسِيرُ عَنْ مُجَاهِدٍ فَحَسْبُك بِهِ. وهذا مما يدل على أنّ النبي - ﷺ - فسر القرآن كلَّه وسبق ذكر سبعة أدلة على ذلك.
وممن عرفوا بالتفسير : سَعِيد بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَة مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَطَاء بْن أَبِي رَبَاحٍ، وَالْحَسَن الْبَصْرِيِّ، وَمَسْرُوق بْن الْأَجْدَعِ، وَسَعِيد بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَأَبِو الْعَالِيَةِ، وَالرَّبِيع بْن أَنَسٍ، وقتادة، وَالضِّحَاك بْن مُزَاحِمٍ.
رحمهم الله جميعاً، وجمعنا بهم في فسيح جناته.
مما ذكره الشيخ هنا في هذا الباب أنّ تفسير التابعين للقرآن الكريم إذا رجع إليه القارئ يجد تبايناً في الألفاظ، فيظنُّ أنهم مختلفون، قال : وليس الأمر كذلك، فإنّ منهم من يفسر الشيء بلازمه، ومنهم من يفسر الشيء بعينه، وهكذا.
هل تفسير التابعي حجة ؟
هذه مسألة الإجابة عنها في آخر الدرس، وآخر الدرس يفصلني عنه أمرٌ في غاية من الأهمية.. ما هو ؟
المعروف – أيها المستمع الكريم – عن بعض أهل العلم أنه يعرِّف التفسير بالمأثور بقوله :" تفسير القرآن بالقرآن، وبالسنة، وبأقوال الصحابة، وبأقوال التابعين".
انظر مثلاً مناهل العرفان على سبيل المثال..
وهذا خطأ، وسأنقل كلام أهل العلم الذين انتقدوا هذا المصطلح..
هذه التقسيمات الأربعة لا إشكال في كونها طرقاً من طرق التفسير، بل لا إشكال في أنها أفضل طرق التفسير. فمن أراد أن يفسر فعليه أن يرجع إليها.


الصفحة التالية
Icon