الثاني : لعدم سماع العالم بالحديث.
مثلاً الإمام مالك - رضي الله عنه - لم يبلغه حديث النبي - ﷺ - في صوم ستٍّ من شوال فلم يقلْ به.
الثالث : للغلط في فهم النص.
كمن وضع خيطين تحت وسادته لما سمع الآية :﴿ وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ﴾.
الرابع : أو يكون الدليل قد بلغ العالم لكنه رجّح غيره عليه بإحدى الرجحات المعروفة في علم الأصول.
ومن أراد أن يتعرف على أسباب الاختلاف بين العلماء وما يترتب على ذلك والموقف الشرعي من اختلافهم فأدله على كتابين:
الأول: (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) لابن تيمية.
الثاني :(خلاف العلماء وموقفنا منه) لابن عثيمين.. رحمهما الله تعالى.
إذاً من أهم الأمور التي تُفهم من خلال دراسة هذا الفصل :
أنه لا يمكن ترجمة القرآن.
أن ترجمة معاني القرآن إنما تأتي ببعض معاني الآية.
أن تفسير ألفاظ القرآن بالكلمة ومعناها لا يعطي تفسيرا جامعاً لمعاني الآية، إنما يقرب - فقط - المعنى.
أن بعض المواضع في تفسير القرآن يكون معنى الآية في مجموع الأقوال الواردة عن السلف في تفسيرها لا في بعضها.
خطورة التفسير بالرأي، ولابد من مراعاة شروط قبوله، حتى يكون سائغاً. ويأتي الكلام عنه بإذن الله تعالى.
أسأل الله أن ينفعنا بالقرآن الكريم وعلومه؛ إنه جواد كريم.
وصَلَّى الله وسلمَ وباركَ وأنْعَمَ على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة (٨)
الحمد لله رب العالمين، وأُصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن ترضى عنهم وسار على دربهم إلى يوم الدين، أما بعد، المستمعون الأكارم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الصفحة التالية
Icon