ثانياً : هذا مما جزم ابن عباس به فلا يمكن أنْ يكون من أهل الكتاب.
ثالثاً : لا علاقة لكلامه بالقصص أو الأخبار أو الكتب سابقة، وإنما الكلام عن القرآن.
رابعاً : لم يخالف صحابي ابنَ عباس في هذا، فكان إجماعاً.
خامساً : كان ابن عباس رضي الله عنهما ينهى عن الأخذ عنهم.. ثبت في صحيح البخاري أنّه - رضي الله عنه - قال :" يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ وَكِتَابُكُمْ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى نَبِيِّهِ - ﷺ - أَحْدَثُ الْأَخْبَارِ بِاللَّهِ، تَقْرَءُونَهُ لَمْ يُشَبْ، وَقَدْ حَدَّثَكُمْ اللَّهُ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بَدَّلُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ وَغَيَّرُوا بِأَيْدِيهِمْ الْكِتَابَ فَقَالُوا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ؛ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا، أَفَلَا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنْ الْعِلْمِ عَنْ مُسَاءَلَتِهِمْ؟ وَلَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ رَجُلًا قَطُّ يَسْأَلُكُمْ عَنْ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ ".
ولهذا جزم غير واحد من أهل العلم بأنّ هذا الأثر له حكم الرفع.
والصحابي الذي يخبر عنهم لا يمكن إذا جزم بشيء في تفسير آية لا يمكن أن يكون مما أخذه من أهل الكتاب، فينبغي للإنسان أن يعرف قدْر الناس ويُنَزِّلهم منازلهم، وهؤلاء صحابة رسول الله - ﷺ -، أعلم بالدين، وأورع، وأعلى فقهاً منا، وأتقى لله تعالى.
وكثير مما نُقل عن الصحابة وزُعم أنّهم أخذوه عن أهل الكتاب إما أن يكون الإسناد غير صحيح. أو أن يقال: إنهم نقلوا التفسير بالاستنباط أو بما فهموه من القرآن والسنة، ويظن الناس أن هذا عن بني إسرائيل، وهذا كثير من الأقوال التي تُنسب لابن عباس خاصة.
ومسألة الإسرائليات مضى تفصيل القول فيها.