أكتفي بهذا القدر، سائلاً الله أن ينفعنا بما سمعنا، وأن يزيدنا علماً، وأترككم في حفظ الله ورعايته، وصل اللهم وسلم وبارك وأنعم على عبدك ورسولك وخليلك وكليمك محمدٍ وعلى آله وخلفائه وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة (١٢)
الحمد لله رب العالمين، وأُصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله أجمعين، ومن سلك سبيلهم، واقتفى آثارهم إلى يوم، أما بعد، المستمعون الأكارم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه هي الحلقة الثانية عشرة من شرح مقدمة أصول التفسير، أسأل الله تعالى أن يبارك لنا فيما آتانا وعلمنا..
سبق الحديث عن أنّ من الخطأ أن تعتقد قبل أن تستدل، وأنّ من الخطأ أن يُجعل من الآية دليلاً على أمر لم تدل عليه، أو أن يدل القرآن على أمر فتعطله..
في الحلقة الماضية كان الشيخ يحدثنا عن بعض النماذج لتأويل أهل البدع كالرافضة، الذين أخضعوا القرآن لأهوائهم، فقالوا في :﴿ إنّ الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ﴾ : عائشة. تعالى الله عما يقول الظالمون. ألا يكفي عائشة شرفاً أنّ الله لما ذكر ما أشاعه المنافقون من أمر الإفك قال: ﴿ سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴾، رماها الناس فسبح الله نفسه.. فياليت قومي يعلمون كم في هذه الآية من معاني المدح لأم المؤمنين، رضي الله عنها وأرضاها، وغضبه ومقته على من سبها وقلاها. فسبق ذكر نماذج من تفسير الرافضة أرادوا بها الحض من مكانة الصحابة، والصحابة لا شيء يحط من مكانتهم، ومن سعى إلى ذلك قلنا له ما قاله الأعشى :
كَنَاطِحٍ صَخْرَةً يَوْماً لِيَفْلِقَهَا * فَلَمْ يَضِرْهَا وَأَوْهَى قَرْنَهُ الْوَعِلُ


الصفحة التالية
Icon