هؤلاء تلاعبوا بالقرآن ليذموا الصحابة، طائفة أخرى أرادت أن ترفع من مكانة الصحابة فتكلمت في القرآن بغير علم، قال رحمه الله : وَمِمَّا يُقَارِبُ هَذَا –يريد: فعل من تلاعب بالقرآن ليجعله دالاً على ذم بعض الصحابة - مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ مَا يَذْكُرُهُ كَثِيرٌ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ فِي مِثْلِ قَوْلِهِ : ؟الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِين بِالْأَسْحَارِ؟ أَنَّ الصَّابِرِينَ رَسُولُ اللَّهِ وَالصَّادِقِينَ أَبُو بَكْرٍ وَالْقَانِتِينَ عُمَرُ وَالْمُنْفِقِينَ عُثْمَانُ وَالْمُسْتَغْفِرِين عَلِيٌّ.
وَفِي مِثْلِ قَوْلِهِ : ؟مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ؟ أَبُو بَكْرٍ ؟أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ؟ عُمَرُ ؟رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ؟ عُثْمَانُ ؟تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا؟ عَلِيٌّ
وَأَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ بَعْضِهِمْ : ؟وَالتِّينِ؟ أَبُو بَكْرٍ ؟وَالزَّيْتُونَ؟ عُمَرُ ؟وَطُورِ سِينِينَ؟ عُثْمَانُ ؟وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ؟ عَلِيٌّ. هذا لعب بالقرآن.. واعلم أيها المستمع الكريم –رعاك الله- أن البدعة لا تجابه ببدعة مثلها.. وإنما بنور الوحي.
وهذا يذكرني بما يفعله بعض أهل الناس في يوم عاشوراء.. يوم عاشوراء يتخذه بعض أهل البدع يوم مأتم وعويل؛ لأنه يوافق اليوم الذي قُتل فيه الحسين رضي الله عنه أرضاه وغضب الله على من سبه وقلاه، آخرون من أهل البدع ممن يُبغض آل بيت النبي - ﷺ - يتخذ هذا اليوم يوم فرح وسرور، وكلا الفريقين على ضلال. البدعة إذا واجهتها ببدعة كان الحصيلة وجودَ بدعتين.. لكن إذا واجهتها بسنةٍ كانت الحصيلة اختفاء البدعة وظهور السنة.