فهذا سمّاه شيخ الإسلام بالخرافات.. ولعلي أستطرد هنا قليلاً دفعاً للسآمة فأقول : يقولون خرافة رجل من العرب خطفته الجن، فلما عاد بعد غيبته عندهم سنين صار يخبر عما شاهد من تهاويل وأمور لم يقبلها أحد ممن سمعه، فصار الناس إذا سمعوا كلاماً لا يصدقونه قالوا: حديث خرافة، أي كحديثه الذي لا يقبله عقل، و لا يصدق.
ثم شرع الشيخ يحدثنا عن بعض التفاسير الموجودة..
ذكر الشيخ تفسير ابن عطية، وهو أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي، كان فقيهاً عالماً بالتفسير والأدب، توفي سنة ست وأربعين وخمسمائة. وتفسيره المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز.
والذي أخذه الشيخ على هذا التفسير أنه لم يراعِ عدم مخالفة التفسير بالمأثور، فدخل في تفسيره القصورُ من هذه الناحية، وحصلت فيه أقوال تخالف المأثور وهو لا يشعر، وحصلت عنده نقول عن أهل البدع تقرر كلام أهل البدع وهو لا يشعر. قال الشيخ :" و تَفْسِيرُ ابْنِ عَطِيَّةَ وَأَمْثَالِهِ أَتْبَعُ لِلسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَأَسْلَمُ مِنْ الْبِدْعَةِ مِنْ تَفْسِيرِ الزمخشري، وَلَوْ ذُكِرَ كَلَامُ السَّلَفِ الْمَوْجُودُ فِي التَّفَاسِيرِ الْمَأْثُورَةِ عَنْهُمْ عَلَى وَجْهِهِ لَكَانَ أَحْسَنَ وَأَجْمَلَ، فَإِنَّهُ كَثِيرًا مَا يَنْقُلُ مِنْ تَفْسِيرِ مُحَمَّدِ ابْنِ جَرِيرٍ الطبري وَهُوَ مِنْ أَجَلِّ التَّفَاسِيرِ وَأَعْظَمِهَا قَدْرًا، ثُمَّ إنَّهُ يَدَعُ مَا نَقَلَهُ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ السَّلَفِ لَا يَحْكِيهِ بِحَالِ، وَيَذْكُرُ مَا يَزْعُمُ أَنَّهُ قَوْلُ الْمُحَقِّقِينَ، وَإِنَّمَا يَعْنِي بِهِمْ طَائِفَةً مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ الَّذِينَ قَرَّرُوا أُصُولَهُمْ بِطُرُقِ مِنْ جِنْسِ مَا قَرَّرَتْ بِهِ الْمُعْتَزِلَةُ أُصُولَهُمْ، وَإِنْ كَانُوا أَقْرَبَ إلَى السُّنَّةِ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ; لَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يُعْطَى كُلُّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ.