ومن أمثلة تفسيره القرآن بالقرآن ما رواه ابن مسعود: أن رسول الله - ﷺ - قال: (مفاتح الغيب خمسٌ، { إنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) [لقمان: ٣٤] [أخرجه البخاري].
أما ورود تفسير القرآن بالقرآن عن غير الرسول فإنه قد قيل باجتهاد المفسر، والاجتهاد معرَّض للخطأ، فمثل هذا الاجتهاد لابد من مناقشته.
وبهذا لا يمكن القول بحجيّة تفسير القرآن بالقرآن مطلقاً، بحيث يجب قبوله ممن هو دون النبي - ﷺ -.
يقول أحدهم : هذه الآية تفسرها الآية من سورة كذا.. هذا اجتهاد يُناقش ولا نسلم به، بخلاف ما لو ورد عن النبي - ﷺ - أو عن صحابيٍّ لم يخالفه غيره.
هذا.. وقد سبق البيان أن تفسير القرآن بالقرآن يكون أبلغ التفاسير إذا كان المفسّرُ به من كبار المفسرين من الصحابة ومن بعدهم من التابعين.
وهذه المباحث وبعض المباحث القادمة إن شاء الله مستفادة من بحوث للشيخ الفاضل د. مساعد بن سليمان الطيّار حفظه الله ونفع به وبارك فيه. هذه كلمة واجبة علينا في حقه كان لابد من قولها.
أكتفي بهذا القدر؛ سائلاً الله تعالى أن يجعل القرآن الكريم حجة لنا لا علينا.
وأسأله تعالى أن يبارك لنا في تاب ربنا
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، وصل اللهم وسلم وبارك وأنعم على خير عبادك، وسيد أوليائك، نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله
الحلقة (١٤)
الحمد لله رب العالمين، وأُصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله أجمعين، ومن سلك سبيلهم، واقتفى آثارهم إلى يوم، أما بعد، المستمعون الأكارم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الصفحة التالية
Icon