مثلاً : قال تعالى في بداية سورة البقرة- مادحاً المتقين، ذاكراً صفاتهم- :﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴾ [البقرة: ٣]، وبين في موضع آخر: أن القدر الذي ينبغي إنفاقه هو الزائد عن الحاجة، قال ربنا تعالى :﴿ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ ﴾ [البقرة: ٢١٩] قال الشيخ الشنقيطي – رحمه الله - في الأضواء :" والمراد بالعفو : الزائد على قدر الحاجة التي لا بد منها على أصح التفسيرات، وهو مذهب الجمهور".
فهذا إجمال وبيان..
مثال آخر : في قوله تعالى: ﴿ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ﴾ [المائدة: ١]، إجمال في المتلو، وقد بيّنه قوله تعالى: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ المَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ﴾ [المائدة: ٣].
النوع الثالث :
أن تقيد آيةٌ إطلاق آية أخرى..
مثلاً : قال تعالى :﴿ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا ﴾، أي: عمل عملاً يرجع به إلى الله ويؤوب به إليه. هذه الآية قيدتها آية أخرى وهي قوله تعالى: ﴿ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: ٢٨-٢٩] أي: أن لنا الخيار فيما نذهب إليه، لا أحد يكرهنا على شيء، لكن مع ذلك خيارنا وإرادتنا ومشيئتنا راجعة إلى الله، وَمَا ﴿ تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: ٢٩]
النوع الثالث :
أن تبين آية معنى آية، أن توضح كلمة كلمةً أخرى، كما في قوله تعالى :﴿ وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴾.
مثال آخر :


الصفحة التالية
Icon