مثاله : قال ابنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - ﷺ - يَقُولُ :««مَنْ حَلَفَ عَلَى مَالِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقِّهِ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ - مِصْدَاقَهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا ﴾ [أخرجه البخاري ومسلم].
المستمع الكريم :
إنّ معرفة التفسير النبوي للقرآن الكريم يفيد كثيراً في علم أصول التفسير. كيف ذلك؟ يفيد في تأصيل بعض الأساليب التي سلكها المفسرون..
لقائل أن يقول : أفصح ومثل.. وها أنا اذكر مثالين يدلان على أنّ التفسير النبوي يؤصل لنا بعض الأساليب التي سار عليها المفسرون السابقون :
المثال الأول : من أساليبهم التفسير بالمثال وسبق الكلام عن هذا.
التفسير النبوي دل على هذا الأسلوب.. أين ؟ قال تعالى :﴿ وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةُ ﴾ قال النبي - ﷺ - :«أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ» [أخرجه مسلم].
فهل يجب علينا أن نسعى لتطوير أنفسنا عسكرياً وآلياً وحتى نووياً أم لا؟ الجواب : نعم. فهل هذا التطوير والإعداد بمحاولة اقتناء كل ما هو حديث في عالم الأسلحة من المدفعية والطائرات والصواريخ داخل في قول الله تعالى ﴿ وأعدوا لهم ﴾ أم لا؟ لا إخال أحداً يقول : إنّه لا يدخل في الآية. بلا شك أنّ هذا يدخل في عموم الآية. إذاً: لماذا ذكر النبي - ﷺ - الرمي ؟ ذكره - ﷺ - للتمثيل. فعلمنا بذلك أنّ من فوائد التفسير النبوي التأصيلَ لمثل هذه الأساليب التي استخدمها المفسرون. ولهذا قال الطبري يرحمه الله :" تفسير الطبري - (ج ١٤ / ص ٣٧)


الصفحة التالية
Icon