ومن سورة حم الدخان
(في ليلة مباركة) هي ليلة القدر وقيل ليلة النصف من شعبان وقيل أول ليلة النصف دفعة إلى سماء الدنيا ثم نزل منجماً مع الأسباب وأول نزوله ليلة القدر (كل أمرٍ حكيمٍ) هو ما يكون في تلك السنة من خلقٍ وأجلٍ ورزقٍ وعملٍ وغير ذلك (بل هم في شكٍ) هم كفار قريشٍ (بدخان مبين) هو ظلمة كانت في أبصار قريش لما أقحطوا بدعاء النبي - ﷺ - حتى كان الرجل يرى بينه وبين السماء مثل الدخان وقيل هو دخان يأتي قيل القيامة يأخذ بأنفاس الكفار والمنافقين ونصيب المؤمن منه مثل الزكام وقيل هو دخان جهنم يوم القيامة (رسول مبين) هو محمد - ﷺ - (معلم مجنون) قالوا علمه عداس وقد تقدم (البطشة الكبرى) هو يوم بدر وقيل يوم القيامة (رسول كريم) هو موسى عليه السلام إن أدوا إلى عباد الله) هم بنوإسرائيل أي اطلقوهم وقيل أدوا إلي يا عباد الله ما وجب عليكم (قوماً آخرين) هم بنو إسرائيل (موتتنا الأولى) هي الموتة التي تعقبها الحياة الدنيا أي ليس موت تعقبه حياة إلا تلك لا هذه الموتة المعروفة (قوم تبع) هو تبع أبوكرب بن أسعد نب مليك الحميري كان صالحاً واختلف في نبوته وكان قومه كفار ولذلك ذمهم الله دونه وهو الذي كسا البيت (شجرة الزقوم) تقدمت (طعام الأثيم) هو أبو جهل (إنك أنت العزيز الحكيم) يقال له ذلك تهكما ً لأنه قال للنبي - ﷺ - ما بين حبليها أعز ولا أكرم مني (إلا الموتة الأولى) هي الموتة المعروفة واستثناءها من موت الجنة لأن السعداء بموتهم يتصلون بروح الجنة فكأنهم ماتوا فيها أو يكون الاستثناء من باب التعليق بالمجال أي إن فتح ذوق الموتة الماضية في الجنة فهم يذوقونها والمراد لا يذوقون الموت البتة.