كانت قصة يوسف مطمح أنظار الكتاب والشعراء قديماً وحديثاً، ومنبعاً يستوحون منه خيالاتهم وإبداعاتهم ؛ وقد قال تعالى :﴿ لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ﴾ (١) ؛ فهذه زوجة شاعر لم تصدق دموع زوجها حين رأته يبكي ؛ فشبهتها بقميص يوسف لما جاء به أخوته وعليه دم كذب، وهذه إحدى دلالات القميص في القصة فقالت :
جفونك والدموع تجول فيها...... وقلبك ليس بالقلب الكئيبِ
نظير قميص يوسف يوم جاءوا...... على لباته بدمٍ كذوبِ
وقال أبو الطيب المتنبي:
يَحِطَّ كُلَّ طَويلِ الرُمحِ حامِلُهُ مِن سَرجِ كُلِّ طَويلِ الباعِ يَعبوبِ
كَأَنَّ كُلَّ سُؤالٍ في مَسامِعِهِ قَميصُ يوسُفَ في أَجفانِ يَعقوبِ
وقال آخر يمجد صاحبته ويندب حظه فيقول :
لها علم لقمان وسورة يوسف | ولي حزن يعقوب وقصة آدم |
فلا تقتلوها إن قتلت بها جوىً | بلى فاسألوها كيف حل لها دمي |
وأرغَمَ أنفَ البَين لُطْفُ اشتِمالِها عليَّ بما يُرْبي على كُلّ مُنيَة
بها مثلمَا أمسَيتُ أصْبحتُ مُغرَماً وما أصْبحتْ فيه من الحسنِ أمست
فلوْ منحتْ كلّ الورى بعضَ حُسنها خَلا يوسُفٍ ما فاتَهُم بمَزِيَّة
وقال ابن عبد ربه الأندلسي وفي حديثه إشارة إلى الحسن اليوسفي الذي اكتحلت به الأبصار:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١- يوسف ٧
يا مَن عليهِ رداءُ البأسِ والجودِ من جودِ كفكَ يجري الماءُ في العودِ
لمَّا تطلعتَ في يومِ الخميسِ لنا والناسُ حولك في عيدٍ بلا عيدِ
وبادرتْ نحوكَ الأبصارُ واكتحلتْ بحسنِ يوسُفَ في محرابِ داودِ
وهذا العباس بن الأحنف يستشهد بإحدى دلالات قميص يوسف وهي البراءة مما اتهمته به امرأة العزيز، فقال :
رَماني فَلَمّا أَقصَدَتني سِهامُهُ بَكى لي وَشامَ الباقِياتِ مِنَ النَبلِ
وَقَد زَعَمَت يُمنٌ بِأَنّي أَرَدتُها عَلى نَفسِها تَبّاً لِذَلِكَ مِن فِعلِ