تخريب المساجد وهدمها وأدب الخطاب
دأب اليهود على الاعتداء على حرمات المساجد وترويع المصلّين الآمنين ومحاولة هدمها من قديم، فلم تكن محاولتهم إحراق المسجد الأقصى في ٢١ آب سنة ١٩٦٩ م والحفريات حوله منذ عام ١٩٤٨ أمرا جديدا، فهم يريدون تدمير كل معالم الإسلام، وصروحه ومبانيه لتهويد المناطق العربية الإسلامية، ومنع أداء الصلاة في المساجد، كما فعل مشركو العرب في مبدأ الدعوة الإسلامية، حيث منعوا النّبي وأصحابه من دخول مكة ومن ذكر الله تعالى في المسجد الحرام، وقد غزا بختنصّر والروم فلسطين وخرّبوا بيت المقدس، وأغار الصليبيون على بيت المقدس وغيره من بلاد المسلمين والعرب، وصدوا المسلمين عن المسجد الأقصى، وخرّبوا كثيرا من المساجد، واستمر اليهود في تخريب المساجد في فلسطين بعد الاحتلال، مع أنه ليس هناك ظلم أكبر من تخريب المساجد ومنع الناس من الصلاة فيها، ولا أحد أظلم ممن منع ذكر الله في المساجد بأي طريق من الطرق، وسعى في تعطيلها عن القيام بوظائفها، وأولئك لهم الذّل والخزي في الدنيا، وفي الآخرة عذاب شديد عظيم.
قال الله تعالى:
[سورة البقرة (٢) : الآيات ١١٤ الى ١١٥]
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلاَّ خائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ (١١٤) وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (١١٥)
«١» [البقرة: ٢/ ١١٤- ١١٥].
فإذا منع الناس من الصلاة في المساجد ففي أي مكان تصح الصلاة فيه، ويتم التوجه فيه إلى الله، فإن الله مع عباده، لا يحدّه مكان.

(١) ذلّ وصغار.


الصفحة التالية
Icon