مباركا فيه، وأحل لكم الغنائم، كي تشكروا هذه النعم الجليلة. والغرض من الآيات التذكير بالنعمة لتكون حاملا لهم على إطاعة الله وشكر الفضل الإلهي.
تحريم الخيانة وفضل التقوى
خيانة الله والرسول والأمانات العامة والخاصة من أخطر الانحرافات التي تهدد مصير الأمة ووحدتها وإشاعة الثقة فيما بين أبنائها، لذا حذر القرآن الكريم من أنواع الخيانة مطلقا، وألزم الناس بتقوى الله، لأن بالتقوى حفاظا على الوجود الإنساني الكريم ونصرا ونجاة، قال الله تعالى مبينا تحريم الخيانة وفضل التقوى:
[سورة الأنفال (٨) : الآيات ٢٧ الى ٢٩]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٧) وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (٢٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢٩)
«١» «٢» [الأنفال: ٨/ ٢٧- ٢٩].
نزلت الآية: لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ في. أبي لبابة مروان بن عبد المنذر، وكان حليفا لبني قريظة من اليهود، وقد بعثه النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى بني قريظة، لينزلوا على حكمه، فاستشاروه، فأشار عليهم أنه الذبح، لأن عياله وماله وولده كانوا عندهم، وذلك بعد أن حاصرهم النبي صلّى الله عليه وسلّم إحدى وعشرين ليلة، بعد أن نقضوا العهد وحاربوا النبي في غزوة الخندق، وأدرك أبو لبابة أنه خان الله والرسول.
قال الزهري: فلما نزلت الآية شد نفسه على سارية من سواري المسجد، وقال:
(٢) نجاة ومخرجا.