«١» «٢» [الشّعراء: ٢٦/ ٨٣- ٨٩].
تضمّن دعاء إبراهيم الخليل مقوّمات القدوة الحسنة، والصفوة المختارة، والقرب من الله تعالى، لتعليم الآخرين والاقتداء به، وهي ستة مطالب أراد بها معنى التّثبيت والدوام.
١- يا رب أعطني الحكم، أي الحكمة والنّبوة، والفهم والعلم، لإنارة سبيل الحياة، والتّعرف على صفاتك العليا، وقد أوتي النّبوة ويقين الإيمان.
٢- ووفقني لطاعتك، لأكون في زمرة الصالحين في الدنيا والآخرة، وقد أجاب الله دعاءه، كما في آية أخرى: وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ [العنكبوت: ٢٩/ ٢٧].
٣- واجعل لي ذكرا جميلا بعدي، وسمعه طيبة، في الدنيا، بتوفيقي للعمل الصالح، والاقتداء بي في الخير، ولسان الصدق: الثّناء الجميل وتخليد المكانة، وأجاب الله دعاءه كما جاء في آية أخرى: وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٠٨) سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ (١٠٩) كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ [الصّافّات: ٣٧/ ١٠٨- ١١٠]. وهو محترم ومحبوب لدى جميع أهل الأديان. وكل ملّة تتمسك به وتعظّمه، وهو على الحنيفية التي جاء بها محمد صلّى الله عليه وسلّم.
٤- واجعلني من ورّاث الجنة وأهلها الذين ينتفعون بخيراتها ونعيمها، كما يتمتع الوارث بإرث مورثه في الدنيا. وهو يقينا من أهل الجنة، لأنه رسول، ويلاحظ أنه لما فرغ من مطالب الدنيا، طلب سعادة الآخرة، وهي جنّة النعيم، قال الله تعالى:
تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا (٦٣) [مريم: ١٩/ ٦٣].
(٢) الظاهر أن الاستثناء منقطع، أي لكن من أتى الله.