وقام الجيش التركي بتسريح كل من اشتم منه رائحة إسلامية وأعلن إيفرن في حملته التي استهدفت الإسلاميين داخل القوات المسلحة بأن هؤلاء المسلمين «كان هدفهم الوصول إلى المراتب العليا في القوات المسلحة، ماذا سيحدث لو أنهم أمسكوا بزمام الجيش؟»(١)، وأضاف قائلاً: «قد يحولون البلاد إلى أي نوع من الأنظمة التي يريدون،
هل هذا نشاط ديني أم خيانة؟» (٢).
وبدأت القيادة العسكرية في تركيا تبحث عن حل لمشاكلها السياسية وإرضاء الضغوط الأوروبية التي اتهمت تركيا بخرق حقوق الإنسان ويجب عليها إعادة الديمقراطية من جديد، فشكلت لجانًا جديدة لصنع دستور للبلاد بحيث يعطى الرئيس التركي الحق في فرض حالة الطوارئ، وحل البرلمان، والدعوة إلى انتخابات جديدة، وبذلك يكون باستطاعة العلمانيين قطع محاولات الإسلاميين المستمرة للقضاء على الدستور العلماني، وعدلت القوانين بحيث تكون للقيادة العسكرية حق الاحتفاظ ببعض السيطرة على الحياة السياسية في تركيا.
وبعد إعلان الدستور الجديد في عام ١٩٨٢تكونت أحزاب سياسية إسلامية، وظهر حزب الرفاة وهو امتداد طبيعي لفكر السلامة الوطني وبدأت العناصر الإسلامية تتوافد على هذا الحزب الجديد والذي تعرض لمعارضة الجيش والضغط عليه لمنعه من دخول انتخابات عام ١٩٨٣م، إلا أنه خاض الانتخابات وحصل على نسبة ٥% من الأصوات(٣).
إضافة إلى ذلك، اشترك حزب الرفاة في انتخابات تشرين أول ١٩٨٧م، حيث حصل على ٧. ٠٦% من الأصوات (٤).
(٢) انظر: الحركات الإسلامية الحديثة في تركيا، ص١٦٥.
(٣)، (٣) المصدر نفسه، ص ١٧٩.
(٤) انظر: الحركات الإسلامية الحديثة في تركيا، ١٧٩.