٤- سخر الله تعالى له الريح فكانت تنقله إلى أي أطراف الدنيا شاء، وتقطع به المسافات الشاسعة البعيدة في ساعات معدودات، قال تعالى: ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ﴾ [سبأ: ١٢]. (والمعنى أنها تقطع به من الصباح إلى الظهر مسيرة شهر، ومن الظهر إلى المساء مسيرة شهر، فتقطع به في النهار الواحد مسيرة شهرين، وفق مصلحة تحصل من غدوها ورواحها، يدركها سليمان، ويحققها أمر الله..) (١).
٥- سخر الله تعالى له من الجن ومردة الشياطين، يغوصون له في البحار لاستخراج الجواهر واللآلئ، ويعملون له الأعمال التي يعجز عنها البشر كبناء القصور العالية والمحاريب في أماكن العبادة، والتماثيل والصور من نحاس وخشب وغيره، والجوابي جمع جابية وهي الحوض الذي نجبي به الماء، وقد كانت الجن تصنع لسليمان جفانًا كبيرة للطعام تشبه الجوابي، وتصنع له قدورًا ضخمة للطبخ راسية لضخامتها، قال تعالى: ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ
يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ - يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن
مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾
[سبأ: ١٣، ١٢].
٦- أسال الله له عين القطر -وهو النحاس المذاب- فكان النحاس يتدفق له
مذابًا من عين خاصة كتدفق الماء، فيصنع منه ما شاء، قال تعالى: ﴿وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ
الْقِطْرِ﴾
[سبأ: ١٢].

(١) في ظلال القرآن (٥/٢٨٩٨).


الصفحة التالية
Icon