المبحث الثاني : فقه التمكين عند ذي القرنين
أولاً: من هو ذو القرنين؟
اختلف المفسرون في اسم ذي القرنين ونسبه وزمان وجوده وسبب تلقيبه بذي القرنين، لقد تضاربت أقوالهم وآراؤهم، وتعارضت أدلتهم، واعتمد الكثير منهم على الإسرائيليات والخرافات والأساطير، والروايات الواهية، والأخبار الكاذبة.
وعندما طالعت الكتب التي تحدثت عن ذي القرنين(١) خرجت بنتيجة وهي لا يمكننا الجزم بتحديد شخصية ذي القرنين، ولا تحديد رحلاته الثلاث التي أشار إليها القرآن الكريم، ولا تحديد السد الذي بناه على الكرة الأرضية.
إن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لم يتعرضا إلى تلك التفصيلات، وبما أنهما سكتا عن المعلومات التفصيلية، فلا دلالة يقينية عليها.
ولذلك يكون كلام المفسرين وأهل التاريخ والعلماء عنها من باب الظن وليس من باب الجزم(٢).

(١) انظر: ذو القرنين القائد الفاتح والحاكم الصالح لمحمد خير رمضان.
(٢) انظر: مع قصص السابقين في القرآن للخالدي (٦/٢٥٥، ٢٥٤).


الصفحة التالية
Icon