٣- كان بناء السد رحمة من الله تعالى، وقد استخدم ذو القرنين علمه الذي علمه الله إياه، وتمكينه الذي مكنه الله له، استخدمه في مساعدة الناس وتقديم الخير لهم، ومنع العدوان عنهم، فكان علمه رحمة من ربه وكان استخدامه له رحمة من ربه.
٤- كان القوم مُهددين بيأجوج ومأجوج، مُعرَّضين لإفسادهم، ولم يحمهم منهم إلا الله ببناء السد، فكان السد رحمة من الله لهم، وكان خلاصًا لهم وإنقاذًا بإذن الله، فلو لم يتم بناء السد، ولو بقى أولئك القوم يَشكون ويندبون، بدون عمل ولا جهد ولا حركة، لما أنقذوا أنفسهم من الخطر، لأن الإنقاذ لا يتم إلا بالعمل والجهد المتواصل، وتكاتف الجهود، والانقياد الطوعي للشعوب لشرع الله خلف القيادة الربانية(١).
٥- ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا﴾ [الكهف: ٩٨].
لقد أعلن ذو القرنين ما يؤمن به من أن الجبال والحواجز والسدود ستدك عندما يحين وعد الله الذي لا يتخلف.
رابعًا: المفاهيم الحضارية والدروس والعبر:
أ- المفاهيم الحضارية:

(١) انظر: مع قصص السابقين (٢/٣٥٠).


الصفحة التالية
Icon