ومنها قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ﴾ [السجدة: ١٥]، فسجود المؤمنين عندما يذكَّرون بآيات الله، عبادة عملية بدنية، وتسبيحهم بحمد ربهم عبادة عملية لسانية، وعدم استكبارهم عبادة عملية سلوكية أخلاقية قلبية.. وهذه كلها أعمال مندرجة في حقيقة الإيمان.
ومنها قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: ٢٧٧]، فمن حقيقة الإيمان في الآية عمل الصالحات على عمومها، وخصصت اثنتين منها بالذكر وهما الصلاة والزكاة، واعتبرت أداءهما عمليًا من الإيمان.
إن آيات القرآن التي قرنت بين الإيمان وعمل الصالحات واعتبرت الأمرين من حقيقة الإيمان ومن صفات المؤمنين كثيرة، منها قوله تعالى: ﴿إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئًا﴾ [مريم: ٦٠].
وفي قوله تعالى: ﴿إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ﴾ [سبأ: ٣٧]. وكقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً﴾ [الكهف: ٣٠].


الصفحة التالية
Icon