هذه الأحاديث وغيرها من الأحاديث تجعلها شاملة للاعتقاد والعمل، وأما أقوال السلف فقد تواترت في بيان حقيقة الإيمان.
قال شارح الطحاوية: «ذهب مالك والشافعي وأحمد والأوزاعي(١) وإسحاق(٢) بن راهويه وسائر أهل الحديث وأهل المدينة رحمهم الله وأهل الظاهر وجماعة من المتكلمين: إلى أنه تصديق بالجنان، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان»(٣).
وقال الإمام سهل بن عبد الله التستري(٤): «الإيمان: قول وعمل ونية وسنة.. لأن الإيمان إذا كان قولاً بلا عمل فهو كفر، وإذا كان قولاً وعملاً بلا نية فهو نفاق. وإذا كان قولاً وعملاً ونية بلا سنة فهو بدعة»(٥).
وقال الإمام عبد الرزاق: سمعت من أدركت من شيوخنا وأصحابنا سفيان الثوري(٦) ومالك بن أنس وعبد الله بن عمر والأوزاعي، ومعمر بن راشد(٧) وسفيان بن عيينة(٨) يقولون: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص.
(٢) هو إمام المشرق إسحاق بن إبراهيم المروزي ثم النيسابوري الحافظ ابن راهويه، عالم خراسان والعراق في عصره، توفي سنة ٢٣٨هـ، حلية الأولياء ٩/٢٣٤.
(٣) انظر: الطحاوية، ص ٣٧٣.
(٤) من الزهاد الكبار والعباد المشهورين اشتهر بالتصوف السني وبالحكم الجميلة.
(٥) الإيمان لابن تيمية: ١٦٣.
(٦) هو سفيان بن مسروق شيخ الإسلام من أهل الحديث، توفي ١٦١هـ، سير أعلام النبلاء (٧/٢٢٩).
(٧) هو معمر بن راشد أبو عمر البصري من تلاميذ عبد الرزاق الصنعاني ت ١٥٣هـ، ميزان الاعتدال ٤/١٥٤.
(٨) هو محمد أبو محمد بن عيينة بن أبي عمران الهلالي، توفي ١٩٨هـ، تهذيب التهذيب (٤/١١٧).