وهذا قول ابن مسعود وحذيفة(١) والنخعي(٢) والحسن البصري(٣) وعطاء(٤) وطاوس(٥) ومجاهد وعبد الله بن المبارك(٦).. فالمعنى الذي يستحق به العبد المدح والولاية من المؤمنين هو إتيانه بهذه الأمور الثلاثة: التصديق بالقلب والإقرار باللسان والعمل بالجوارح(٧).
فهؤلاء مصابيح الهدى وأئمة الدين وعلماء الأمة من أهل الحجاز والعراق والشام وخراسان يرون أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان.
وقال الإمام البخاري في كتاب الإيمان في صحيحه «هو قول وفعل يزيد وينقص والحب في الله والبغض في الله من الإيمان، وقال عمر بن عبد العزيز: إن للإيمان فرائض وشرائع وحدودًا وسننًا، فمن استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان، فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها، وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص(٨).

(١) حذيفة بن اليمان صحابي جليل صاحب سر رسول الله - ﷺ -.
(٢) هو إبراهيم بن يزيد النخعي، توفي ٩٦هـ، تهذيب التهذيب (١/١٧٧).
(٣) من سادات التابعين اشتهر بالعلم والعبادة والزهد، توفي ١١٠هـ بالبصرة.
(٤) هو عطاء بن أبي رباح فقيه أهل الحجاز، أفضل أهل زمانه، توفي ١١٤هـ، العبر (١/١٠٨).
(٥) طاوس بن كيسان اليماني أبو عبد الرحمن أحد الأعلام علمًا وأدبًا (ت١٠٦هـ)، العبر (١/٩٩).
(٦) كان من المجاهدين العاملين جمعت فيه خصال الخير توفي ١٨١هـ، وفيات الأعيان (٣/٣٢).
(٧) مسلم مع شرح النووي، كتاب الإيمان (١/١٤٦-١٤٧).
(٨) رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب: قول النبي - ﷺ -: «بني الإسلام على خمس»
(١/٩).


الصفحة التالية
Icon