[المائدة: ٣].
قال سفيان الثوري: فمن ترك خلة من خلال الإيمان كان بها عندنا كافرًا ومن تركها كسلاً أو تهاونًا بها، أدبناه وكان بها عندنا ناقصًا، هكذا السُّنة أبلغها عني من سألك
من الناس(١).
وقد ذكر العلماء رحمهم الله شروطًا سبعة لـ«لا إله إلا الله» لا تنفع صاحبها إلا باجتماع هذه الشروط. وإليك شرحها:
شروط كلمة التوحيد:
لابد أن تعلم أنه: (ليس المراد من هذا عدَّ ألفاظها وحفظها، فكم من عامي اجتمعت فيه والتزمها، ولو قيل له أعدها لم يحسن ذلك، وكم حافظ لألفاظها يجري فيها كالسهم، وتراه يقع كثيرًا فيما يناقضها والتوفيق بيد الله، والله المستعان) (٢).
وقد قال وهب بن منبه (٣) لمن سأله: (أليس «لا إله إلا الله» مفتاح الجنة؟ قال: بلى. ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك) (٤).
وأسنان هذا المفتاح هي شروط «لا إله إلا الله» الآتية:
الشرط الأول: العلم بمعناها المراد منها نفيًا وإثباتًا، المنافي للجهل بذلك:
قال تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ﴾ [محمد: ١٩]. وقال تعالى: ﴿إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [الزخرف: ٨٦] أي بـ «لا إله إلا الله»، «وهم يعلمون» بقلوبهم ما نطقوا به بألسنتهم. وقال تعالى: ﴿شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران: ١٨].
(٢) معارج القبول للشيخ الحافظ الحكمي (١/٤١٨).
(٣) وهب بن منبه بن كامل اليماني الصنعاني روى عن أبي هريرة وأبي سعيد وابن عباس وابن عمر، توفي ١١٠هـ، انظر: تهذيب التهذيب (١/١٦٧).
(٤) رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب: من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله (٢/٨٧).