الشرط السابع: المحبة لهذه الكلمة، ولما اقتضته ودلت عليه، ولأهلها العاملين بها الملتزمين لشروطها، وبغض ما ناقض ذلك:
قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ﴾ [البقرة: ١٦٥]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَّرْتَدَّ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ﴾ [المائدة: ٥٤].
وفي الحديث الصحيح: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار» (١).
وقال الشيخ حافظ الحكمي(٢)رحمه الله: (وعلامة حب العبد ربه: تقديم محابه وإن خالفت هواه، وبغض ما يبغض ربه وإن مال إليه هواه، وموالاة من والى الله ورسوله، ومعاداة من عاداه، واتباع رسوله - ﷺ -، واقتفاء أثره، وقبول هداه) (٣).
ويقول ابن القيم في «النونية»:

شرط المحبة أن توافق من تحب على محبته بلا عصيان
فإذا ادعيت له المحبة من خلا فك ما يحب فأنت ذو بهتان
أتحب أعداء الحبيب وتدعي حبًا له ما ذاك في إمكان
وكذا تعادي جاهدًا أحبابه أين المحبة يا أخا الشيطان؟
(١) صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب: حلاوة الإيمان (١/١١) رقم ١٦.
(٢) هو الشيخ العلامة حافظ أحمد الحكمي، عالم سلفي من منطقة تهامة، ولد سنة ١٣٤٢هـ، بقرية السلام بالقرب من جيزان، كان آية في الذكاء وسرعة الحفظ والفهم، تتلمذ على يد الشيخ الداعية عبد الله القرعاوي توفي سنة ١٣٧٧هـ، وعمره ٣٥، انظر ترجمته في مقدمة معارج القبول بقلم ابنه.
(٣) معارج القبول (٢/٤٢٤).


الصفحة التالية
Icon