وحتى تستحق الأمة الإسلامية اليوم وعد الله بالتمكين فإن عليها أن تصيغ حياتها كلها صياغة جديدة على منهج الله رب العالمين، لتصبح كلها عبادة من لحظة التكليف إلى لحظة الموت، لا تندّ عنها لحظة واحدة من لحظات الوعي، ولا لمحة، ولا خاطر، ولا لون من ألوان النشاط(١)، امتثالاً وتحقيقًا لقول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: ١٦٢].
إن من أسباب ضياع الأمة وضعفها، وانهزامها أمام أعدائها فقدها لشرط مهم من شروط التمكين ألا وهو تحقيق العبودية بمفهومها الشامل الصحيح.
ثالثًا: أهمية الجانب العبادي في حياة الإنسان:

(١) انظر: التمكين للأمة الإسلامية، ص ٥٩.


الصفحة التالية
Icon