حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: «من مات يشرك بالله شيئًا دخل النار» (١).
وحديث جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: «من لقى الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة» (٢).
وحديث أبي بكرة(٣) رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله - ﷺ - فقال: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر» ثلاثًا «الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور» وكان رسول الله - ﷺ - متكئًا فجلس، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت»(٤).
إن تفشي الشرك في المجتمعات الإسلامية سبب في ضياعها وانحرافها عن هدى المولى عز وجل، فمن أعظم الظلم، وأبعد الضلال، عدم إخلاص العبادة لرب العالمين وتسوية المخلوق مع الخلاق العليم.
فالله وحده المتفرد بالعبودية فهو مالك النفع والضر، الذي ما من نعمة إلا منه، لا يدفع النقم إلا هو الذي له الكمال المطلق من جميع الوجوه، والغنى التام لجميع وجوه الاعتبارات.
إن الشرك هو الذنب الوحيد المتميز عن بقية الذنوب بعدم المغفرة لصاحبه إذا مات ولم يتب منه، وأما بقية الذنوب فإن صاحبها إن مات ولم يتب منها فإنه تحت مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.
(٢) المصدر السابق نفسه، رقم ٩٢.
(٣) هو نفيع بن الحارث بن كلدة بن عمرو أبو بكرة الثقفي، تدلى إلى رسول الله - ﷺ - من حصن الطائف في (بكرة) فاشتهر بأبي بكرة وأسلم وأعتقه رسول الله - ﷺ - يومئذ، وكان من فضلاء الصحابة وسكن البصرة توفي بالبصرة سنة ٥٠هـ، انظر: أسد الغابة (٥/٣٨)، الإصابة (٣/٥٤٢).
(٤) مسلم، كتاب الإيمان، باب: بيان الكبائر (١/٩١) رقم ١٤٣.