وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: ٣٦]. وقال - ﷺ -: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» (١).
وهذه الأدلة الدامغة التي ذكرناها تدل على أن الناس كانوا على التوحيد وأن الشرك طارئ وحادث فيهم.
إن الجماعة المسلمة التي رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد - ﷺ - رسولاً تحرص على تحقيق التوحيد ومحاربة الشرك وهي تسعى لتحكيم شرع الله، لأنها تعلم علم اليقين أن من شروط التمكين وإقامة دولة الإسلام تحقيق التوحيد وتهذيبه وتصفيته من الشرك الأكبر والأصغر، ومن البدع القولية والاعتقادية، والبدع الفعلية العملية، ومن المعاصي وذلك بكمال الإخلاص لله في الأقوال والأفعال والإرادات، وبالسلامة من الشرك الأكبر المناقض لأصل التوحيد، ومن الشرك الأصغر المنافي لكماله وبالسلامة من البدع(٢)، وتربي الناس على الاستعانة بالله في جميع أمور حياتهم والاستعانة به والنذر له والذبح له وحده سبحانه وتعالى وأن تكون الحاكمية لله رب العالمين.
وهي تحارب شرك القبور، وكذلك شرك القوانين الوضعية وتدعو إلى إفراد العبودية لله وحده في جميع شئون الحياة الإنسانية، ولسان حالها ومقالها قول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ - لاَ شَرِيكَ لَهُ﴾ [الأنعام: ١٦٢، ١٦٣].
لذلك لابد من محاربة الشرك ومداخله وألوانه وجميع طرقه لأن الشرك ذلة في الدنيا وعذاب أليم في الآخرة، ولأن من متطلبات الإيمان ولوازمه محاربة ضده ألا وهو الشرك.
(٢) انظر: الشيخ عبد الرحمن السعدي وجهوده في توضيح العقيدة، ص١٩١.