إن الشرك يشتت وحدة النفس البشرية ويمزقها، فيصلي الإنسان -إذا صلى- لإله ويبيع ويشتري ويبتغي الرزق باسم إله آخر يحل له الربا ويحل له الغش والخداع بغية الربح، ويمارس شهواته باسم إله ثالث يُحِل له العلاقات غير المشروعة ويزين له الخبائث، وقد يتوجه إلى بشر مثله أو إلى صنم من الأصنام فيطلب منه البركة أو يطلب منه أن يقربه إلى الله زلفى.. وهكذا تتشتت نفسه في محاولة استرضاء هذه الأرباب المتعددة التي كثيرًا ما يكون لكل منها مطالب تخالف مطالب الأخرى وتعارضها.
وفي النهاية يفقد نفسه بعد أن يفقد أمنه وطمأنينته: (١) ﴿ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَّجُلاً
فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ
يَعْلَمُونَ﴾
[الزمر: ٢٩].
٥- إحباط العمل:
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الزمر: ٦٥].
هذه بعض الآثار التي تحدث للإنسان الذي يقع في الشرك ولا شك أن تلك الآثار تبعد المجتمع من التمكين الرباني.

(١) انظر: ركائز الإيمان، ص ١٤٤-١٤٥.


الصفحة التالية
Icon