قال العلامة محمد رشيد رضا: (أي اتقوا لله في جميع ما أمركم به ونهاكم عنه، وهو يعلمكم ما فيه قيام مصالحكم وحفظ أموالكم وتقوية رابطتكم، فإنكم لولا هدايته لا تعلمون ذلك، وهو سبحانه العليم بكل شيء، فإذا شرع شيئًا فإنما يشرعه عن علم محيط بأسباب درء المفاسد وجلب المصالح لمن تبعه شرعه، وكرر لفظ الجلالة لكمال التذكير وقوة التأثير) (١)، لقد تكرر لفظ الجلالة في قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ ثلاث مرات، فالأولى حث على التقوى، والثانية وعدٌ بإنعامه، والثالثة تعظيم شأنه سبحانه وتعالى.
٤- إطلاق نور البصيرة:
قال تعالى: ﴿إِن تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا﴾ [الأنفال: ٢٩]. إن تقوى الله تعالى في الأمور كلها تعطي صاحبها نورًا يفرق به بين الحق والباطل، وبين دقائق الشبهات التي لا يعلمهن كثير من الناس، وعندما تسيطر تقوى الله على الصف المسلم يصبح يتحرك بفرقان رباني.
٥- محبة الله عز وجل ومحبة ملائكته والقبول في الأرض:
قال تعالى: ﴿بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: ٧٦].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله - ﷺ - أنه قال: «إذا أحب الله العبد قال لجبريل: قد أحببت فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل عليه السلام، ثم ينادي في أهل السماء، إن الله قد أحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض»(٢).
٦- نصرة الله عز وجل وتأييده وتسديده:

(١) تفسير المنار (٣/١٢٨).
(٢) مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب: إذا أحب الله تعالى (٤/٢٠٣٠) رقم ٢٦٣٧.


الصفحة التالية
Icon