قال تعالى: ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا﴾ [النساء: ٩]، وفي الآية إشارة إلى إرشاد المسلمين الذي يخشون ترك ذرية ضعاف بالتقوى في سائر شئونهم حتى تحفظ أبناؤهم ويدخلوا تحت حفظ
الله وعنايته، ويكون في إشعارها تهديد بضياع أولادهم إن فقدوا تقوى الله، وإشارة
إلى أن تقوى الأصول تحفظ الفروع، وأن الرجال الصالحين يحفظون في ذريتهم الضعاف كما في آية: ﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا﴾ [الكهف: ٨٢]. فإن الغلامين حفظا ببركة أبيهما في أنفسهما ومالهما(١).
١١- سبب لقبول الأعمال التي بها سعادة العباد في الدنيا والآخرة:
قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ [المائدة: ٢٧].
ولهذا لابد من الدعاة العاملين والعلماء الراسخين من استحضار هذه المعاني العظيمة، فإن أعمالنا مهما كان حجمها وتضحياتنا مهما كانت ضخامتها لا تقبل إلا من المتقين، لأنهم هم الذين يستشعرون أن كل خير هو من الله وحده.
١٢- سبب النجاة من عذاب الدنيا:
قال الله تعالى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ - وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يتَّقُونَ﴾ [فصلت: ١٨، ١٧].
إن الله تعالى سلم أهل الإيمان والتقوى من بين أظهر الكافرين دون أن يمسهم سوء أو أن ينالهم من ذلك ضرر، بسبب إيمانهم وتقواهم لله تعالى.
١٣- تكفير السيئات وهو سبب النجاة من النار، وعظم الأجر وهو سبب الفوز بدرجة الجنة: