قال تعالى: ﴿وَمَن يَّتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا﴾ [الطلاق: ٥].
قال ابن كثير رحمه الله:(أي يذهب عنهم المحظور، ويجزل لهم الثواب على العمل اليسير)(١).
١٤- ميراث الجنة، فهم أحق الناس بها وأهلها، بل ما أعد الله الجنة إلا لأصحاب هذه الرتبة العلية والجوهرة البهية:
قال تعالى: ﴿تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا﴾ [مريم: ٦٣]، فهم الورثة الشرعيون لجنة الله عز وجل.
١٥- وهم لا يذهبون إلى الجنة سيرًا على أقدامهم بل يحشرون إليها ركبانًا:
مع أن الله عز وجل يقرب إليهم الجنة تحية لهم ودفعًا لمشقتهم، كما قال تعالى: ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ﴾ [ق: ٣١].
قال تعالى: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا﴾ [مريم: ٨٥].
١٦- وهي تجمع بين المتحابين من أهلها حين تنقلب كل صداقة ومحبة إلى عداوة ومشقة:
قال تعالى: ﴿الأخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ﴾ [الزخرف: ٦٧].
ومن بركة التقوى أن الله عز وجل ينزع ما قد يعلق بقلوبهم من الضغائن والغل فتزداد مودتهم وتتم محبتهم وصحبتهم، قال تعالى:﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَّعُيُونٍ - ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ - وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ﴾[الحجر: ٤٥-٤٧].
إن هذه الثمار العظيمة عندما تمس شغاف قلوب العاملين في الدعوة الإسلامية تضفي على العمل محيطًا ربانيًا موصولاً بالله، متصلة حلقة الدنيا بالآخرة، كما أن الحرص على تقوى الله تعالى يكسب الصف الإسلامي صفات رفيعة وأخلاقًا حميدة، ومكارم نفيسة تجعله أهلاً لتمكين شرع الله على يديه. ومن أهم هذه الصفات التي تجعل الصف المسلم متماسكًا في حركته الدءوبة نحو تحكيم شرع الله:
ثانيًا: صفات المتقين: