١- الصدق، فهم أصدق الناس إيمانًا، وأصدقهم أقوالاً وأعمالاً، وهم الذين صَدَّقوا المرسلين قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: ١٧٧].
قال القاسمي - رحمه الله -: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا...﴾ في إيمانهم لأنهم حققوا الإيمان القلبي بالأقوال والأفعال، فلم تغيرهم الأحوال ولم تزلزلهم الأهوال، وفيه إشعار بأن من لم يفعل أفعالهم لم يصدق في دعوة الإيمان: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ عن الكفر وسائر الرذائل، وتكرير الإشارة لزيادة تنويه بشأنهم وتوسيط الضمير للإشارة إلى انحصار التقوى فيهم(١). وقد رغب النبي - ﷺ - في هذه الخصلة النبيلة والرتبة الجليلة فقال - ﷺ -: «وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا» (٢).
٢- ومن صفاتهم، أنهم يعظمون شعائر الله عز وجل: قال الله تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: ٣٢].
إن المتقين يعظمون طاعة الله وأمره فيدفعهم ذلك إلى طاعته، ويعظمون كذلك ما نهى الله عنه فيدفعهم ذلك عن معصيته.
٣- ويتحرون العدل ويحكمون به، ولا يحملنهم بغض أحد على تركه، قال تعالى: ﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة: ٨].
وفي الآية تعليم وإرشاد على وجوب العدل مع الكفار الذين هم أعداء الله، فما الظن بوجوبه مع المؤمنين الذين هم أولياؤه وأحباؤه.
٤- يتبعون سبيل الصادقين من الأنبياء والمرسلين وصحابة سيد الأولين والآخرين - ﷺ -، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: ١١٩].
(٢) البخاري، كتاب الأدب، باب قول الله تعالى: ﴿كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ (٧/١٢٤).