إن الإخلاص ركن من أركان قبول العمل، ومعلوم أن العمل عند الله تعالى لا يقبل إلا بالإخلاص وتصحيح النية وبموافقة السنة والشرع.
وبالإخلاص تتحقق صحة الباطن، وقد جاء فيه قوله - ﷺ -: «إنما الأعمال بالنيات»(١) فهذا هو ميزان الباطن، وأما في موافقة السنة، فقد قال - ﷺ -: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» (٢).
وقد جمع الله الأمرين في أكثر من آية، قال تعالى: ﴿وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾ [لقمان: ٢٢]، فإسلام الوجه لله، إخلاص القصد والعمل له، والإحسان فيه، ومتابعة الرسول - ﷺ - وسنته.
د- الثبات:
ويظهر في قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [الكهف: ٢٨]. وهذا الثبات المذكور فرع عن ثبات أعم ينبغي أن يتسم به الداعية الرباني، قال تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ [الأحزاب: ٢٣].
ففي الآية الكريمة ثلاثة صفات، إيمان ورجولة وصدق، ترتب عليها أن منهم ﴿مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾.

(١) صحيح أبي داود (٢/٢٨٦).
(٢) البخاري (٥/١٧٢)، كتاب آيات القرآن، باب: إن الناس قد جمعوا (٥/٢٠٣).


الصفحة التالية
Icon