وقال - ﷺ -: «وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل» (١).
إن الإيمان بالقضاء والقدر يجعل الأفراد العاملين في الدعوة والذين يسعون لتحكيم شرع الله تعالى يتذوقون ثمارا كثيرة تجعلهم يبذلون الغالي والرخيص من أجل عقيدتهم ودينهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم.
ويستفيدون من تلك الثمار اليانعة في مسيرتهم الدعوية المباركة، بل هذه الثمرات تعود بالخير العميم على الأفراد والمجتمعات في الدنيا والآخرة.
ومن أهم هذه الثمرات:
أداء عبادة الله عز وجل، فالقدر مما تعبدنا الله سبحانه وتعالى بالإيمان به.
الإيمان بالقدر طريق الخلاص من الشرك، لأن الذي يؤمن بالقدر على الوجه الصحيح يتخلص من آفات ربما توقعه في الشرك بالله، أما الإيمان الصحيح بالقدر فهو طريق توحيد الله تعالى.
الشجاعة والإقدام، فالذي يؤمن بالقدر يعلم أنه لن يموت إلا إذا جاء أجله ولا يناله إلا ما كتب له، فيقدم غير هياب، ولا مبالٍ بما يناله من الأذى والمصائب في سبيل الله، كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -:
أي يومي من الموت أفر... يوم لا يقدر أو يوم قدر
يوم ما قد لا أرهبه... وإذا قدر لا ينجى الحذر(٢)
قوة الإيمان، فالذي يؤمن بالقدر يقوى إيمانه، فلا يتخلى عنه ولا يتزعزع أو يتضعضع مهما ناله في ذلك طالما في سبيل الله.

(١) مسلم، كتاب القدر، باب الأمر بالقوة وترك العجز (٤/٢٠٥٣) رقم ٢٦٦٤.
(٢) ديوان الإمام علي ص(٧٩، ٨٠).


الصفحة التالية
Icon