الصبر والاحتساب ومواجهة الصعاب، فالذين لا يؤمنون بالقدر ربما يؤدي الجزع ببعضهم إلى أن يكفروا بالله، وبعضهم يجن، وبعضهم يصبح موسوسا، وبعضهم يلجأ إلى المخدرات، وبعضهم يقتل نفسه، ولذلك يكثر الانتحار في البلاد التي لا يؤمن أهلها بالقدر كأمريكا، والسويد والنرويج، بل إن الأمر وصل بالسويد إلى أن يفتحوا مستشفيات للانتحار، وأسباب ذلك ترجع إلى أمور تافهة، فبعضهم ينتحر بسبب تخلي خطيبته عنه، وبعضهم بسبب رسوبه في الامتحان، وبعضهم بسبب وفاة المطرب الذي يحبه، وقد يكون الانتحار جماعيا(١).
الهداية كما قال تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَمَن يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ
قَلْبَهُ﴾
[التغابن: ١١].
الكرم، فالذي يؤمن بالقدر، وأن الفقر والغنى بيد الله، وأنه لا يفتقر إلا إذا قدر الله له ذلك، فإنه ينفق ولا يبالي.
الإخلاص، فالذي يؤمن بالقدر لا يعمل لأجل الناس، لعلمه أنهم لا ينفعونه إلا بشيء قد كتبه الله له.
إحسان الظن بالله وقوة الرجاء، فالمؤمن بالقدر حسن الظن بالله، قوى الرجاء به في كل أحواله.
الخوف والحذر من الله، فالمؤمن بالقدر على حذر من الله تعالى، إذ لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون، فلا يغتر بعمله مهما كان كثيرا، فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها حيث يشاء والخواتيم علمها عند الله.
الإيمان بالقدر يقضي على كثير من الأمراض التي تفتك بالمجتمعات وتزرع الأحقاد بينهم، وذلك مثل رذيلة الحسد، فالمؤمن لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، فالإيمان منه بأن الله هو الذي رزقهم وقدر لهم ذلك، فأعطى من شاء ومنع من شاء ابتلاء وامتحانا منه عز وجل، وأنه حين يحسد غيره، إنما يعترض على القدر(٢).

(١) انظر: الإيمان بالقضاء والقدر لمحمد إبراهيم، ص٢٥.
(٢) انظر: مجلة البحوث الإسلامية، عدد ٣٤، ص٢٥٠، مبحث وسطية أهل السنة في القدر.


الصفحة التالية
Icon