التوكل واليقين والاستسلام لله، والاعتماد عليه كما قال تعالى: ﴿قُل لَّن يُّصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا﴾ [التوبة: ٥١].
عدم الاعتماد على الكهان والمنجمين والمشعوذين والتمسح بأتربة القبور ودعاء غير الله، وصرف شيء من أنواع العبادة لغير الله، لأنها لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا.
التواضع، فالمؤمن بالقدر إذا رزقه الله بمال، أو جاه، أو علم، أو غير ذلك تواضع لله، لعلمه أن هذا من الله، ولو شاء الله لانتزعه منه، وإنه على كل شيء قدير.
ومن ثمرات الإيمان بالقدر، السلامة من الاعتراض على أحكام الله الشرعية، وأقداره الكونية والتسليم لله في ذلك كله.
ومن ثمراته الجد والحزم في الأمور، والحرص على كل خير ديني أو دنيوي، كما في قوله - ﷺ -: «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل»(١).
الشكر، فالمؤمن بالقدر يعلم أن ما به من نعمة فمن الله وحده، وأن الله هو الدافع لكل مكروه ونقمة، فينبعث بسبب ذلك إلى شكر الله إذ هو المنعم المتفضل الذي قدر له ذلك وهو المستحق للشكر، وهذا لا يعني ألا يشكر الناس.
الرضا، فيرضى بالله ربا مدبرا مشرعا، فتمتلئ نفسه بالرضا عن ربه فإذا رضي بالله أرضاه الله عز وجل، «فالرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا، ومستراح العابدين »(٢).
فرح المؤمن بذلك الإيمان بالقدر الذي حُرمت منه أمم كثيرة، قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: ٥٨].
الاستقامة على المنهج سواء في السراء والضراء، فالعباد فيهم قصور، ونقص وضعف لا يستقيمون على منهج سواء إلا من آمن بالقدر، فإن النعمة لا تبطره والمصيبة لا تقنطه.

(١) مسلم، كتاب القدر، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (٤/٢٠٥٢) رقم ٢٦٦٤.
(٢) جامع العلوم والحكم لابن رجب (٢/٤٧٦).


الصفحة التالية
Icon