وصرح المستشرق البريطاني «مونتجومري وات» في جريدة التايمز اللندنية قائلا: «إذا وجد القائد المناسب الذي يتكلم الكلام المناسب عن الإسلام فإن من الممكن لهذا الدين أن يظهر كإحدى القوى السياسية العظمى في العالم مرة أخرى»(١)، وقال المستشرق الصهيوني: «برنارد لويس» تحت عنوان: «عودة الإسلام» في دراسة نشرها عام ١٩٧٦م: «... إن غياب القيادة العصرية المثقفة؛ القيادة التي تخدم الإسلام بما يقتضيه العصر من علم وتنظيم، إن غياب هذه القيادة قد قيدت حركة الإسلام كقوة منتصرة، ومنع غياب هذه القيادات الحركات الإسلامية من أن تكون منافسا خطيرا على السلطة في العالم الإسلامي، لكن هذه الحركات يمكن أن تتحول إلى قوى سياسية هائلة إذا تهيأ لهذا النوع من القيادة»(٢).
ويظهر للباحث أهمية القيادة الربانية في فقه التمكين، وقد تكلم العلماء عن صفات القائد الرباني ونجملها في أمور ونركز على بعضها بالتفصيل، فمن أهم هذه الصفات: سلامة المعتقد، والعلم الشرعي، والثقة بالله، والقدوة، والصدق، والكفاءة، والشجاعة، والمروءة، والزهد، وحب التضحية، وحسن اختياره لمعاونيه، والتواضع، وقبول التضحية، والحلم، والصبر وعلو الهمة، و التميز بخفة الروح والدعابة، والحزم والإرادة القوية، والعدل والاحترام المتبادل والقدرة على حل المشكلات، والقدرة على التعليم وإعداد القادة، وغير ذلك من الصفات.
إن من أهم أسباب التمكين أن يتولى أمور الدعوة وقيادة المسلمين قيادة ربانية قد جرى الإيمان في قلبها وعروقها وانعكست ثماره على جوارحها وتفجرت صفات التقوى في أعمالها وسكناتها وأحوالها.

(١) قادة العالم يقولون، ص٢٥.
(٢) التمكين للأمة الإسلامية، ص١٨٥.


الصفحة التالية
Icon