إن القيادة الربانية تستطيع أن تنتقل بفضل الله وتوفيقه بالحركة نحو أهدافها المرسومة بخطوات ثابتة، ولابد أن يكون العلماء الربانيون هم قلب القيادة الربانية وعقلها المفكر حتى تسير الحركة والأمة على بصيرة وهدى وعلم.
ولابد أن نحدد من هم العلماء الذين يكونون على رأس القيادة الربانية.
والعلماء المقصودون هم: العارفون بشرع الله، المتفقهون في دينه، العاملون بعلمهم على هدى وبصيرة، الذين وهبهم الله الحكمة ﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الألْبَابِ﴾ [البقرة: ٢٦٩].
والعلماء هم: الذين جعل الله عز وجل عماد الناس عليهم في الفقه، والعلم، وأمور الدين والدنيا(١).
والعلماء هم: (فقهاء الإسلام، ومن دار الفتيا على أقوالهم بين الأنام الذين خصوا باستنباط الأحكام، وعُنوا بضبط قواعد الحلال والحرام) (٢).
والعلماء هم: أئمة الدين، نالوا هذه المنزلة العظيمة بالاجتهاد والصبر واليقين ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: ٢٤].
والعلماء هم: ورثة الأنبياء، ورثوا عنهم العلم، فهم يحملونه في صدورهم وينطبع في الجملة - على أعمالهم - ويدعون الناس إليه، والعلماء هم: الفرقة التي نفرت من هذه الأمة لتتفقه في دين الله، ثم تقوم بواجب الدعوة، ومهمة الإنذار ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة: ١٢٢].
(٢) ابن القيم، أعلام الموقعين (١/٧).