والعلماء هم هداة الناس الذين لا يخلو زمان منهم حتى يأتي أمر الله، فهم رأس الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة، يقول الرسول - ﷺ -: (لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم، أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس) (١).
كيف يعرف العلماء؟
إن العلماء يعرفون بعلمهم، فالعلم هو الميزة التي تميزهم عن غيرهم، فهم إن جهل الناس نطقوا بالعلم الموروث عن إمام المرسلين - ﷺ - (ويعرفون برسوخ أقدامهم في مواطن الشبهة، حيث تزيغ الأفهام فلا يسلم إلا من آتاه الله العلم، أو من اتبع أهل العلم).
فالعلماء أطواد ثابتة، لأنهم أهل اليقين الراسخ الذي اكتسبوه بالعلم، يقول الإمام ابن قيم الجوزية - رحمه الله -: (إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبهة بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه، ولا قدحت فيه شكا، لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزه الشبهات، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم وجيشه مغلولة مغلوبة) (٢).
إن العلماء يعرفون -أيضا- بجهادهم، ودعوتهم إلى الله عز وجل، وبذلهم الأوقات، والجهود في سبيل الله.
ويعرفون بنسكهم وخشيتهم لله، لأنهم أعرف الناس بالله، يقول الله عز وجل: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ [فاطر: ٢٨].
وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله: «ومن له في الأمة لسان صدق عام بحيث يثني عليه ويحمد في جماهير أجناس الأمة، فهؤلاء أئمة الهدى ومصابيح الدجى»(٣).
وهذا حق، فالمسلمون شهداء الله في أرضه(٤).

(١) البخاري، كتاب الاعتصام، باب قول النبي - ﷺ -: «لا تزال...» (٨/١٨٩) رقم ٧٣١١.
(٢) مفتاح دار السعادة (١/١٤٠).
(٣) الفتاوى (١١/٤٣).
(٤) انظر: قواعد في التعامل مع العلماء، د. اللويحق، ص٢٦.


الصفحة التالية
Icon