إن الانحراف عن كتاب الله وسنة رسوله - ﷺ - وهدى الصحابة والتابعين، له أسباب كثيرة، منها خارجية أجنبية ومنها داخلية ذاتية.
ومن أهم الأسباب الخارجية:
١- اتساع الفتوحات الإسلامية، واختلاط المسلمين بالشعوب والأمم الأخرى، وتأثرهم بأفكارهم وثقافاتهم.
٢- دخل كثير من أبناء الشعوب الأخرى في الإسلام ولم ينصهروا في
عقيدة الإسلام، وتصوراته كما ينبغي، وحملوا معهم موروثاتهم القديمة ونشروا شبهاتهم بين المسلمين.
٣- اندساس بعض الملاحدة واليهود والمجوس وغيرهم من أصحاب المعتقدات المنحرفة في الإسلام بقصد الكيد له، والنيل منه، وبغية هدمه وتحريفه وتبديله، وذلك بإبعاد المسلمين عن دينهم الصحيح بالتشكيك وإثارة الشبهات، وابتداع العقائد المخالفة لهدى الإسلام الصحيح، ونشروا معتقدات فاسدة، ومناهج منحرفة من أمثلة هؤلاء: (١)
- عبد الله بن سبأ(٢) اليهودي الذي تظاهر بالإسلام في خلافة عثمان - رضي الله عنه -، وسعى في الأمصار يدس أفكار الغلو في علي - رضي الله عنه - ابتداء بأنه هو وصي رسول الله - ﷺ - وانتهاء بادعاء الألوهية، فيه وغير ذلك من الاعتقادات التي كانت أساس الرفض(٣).

(١) انظر: وجوب لزوم الجماعة وترك التفرق، د. جمال بادي، ص١٣٥، ١٣٦.
(٢) عبد الله بن سبأ اليهودي قيل: أصله من صنعاء وقيل غير ذلك رأس الطائفية السبئية التي كانت تقول بألوهية علي - رضي الله عنه -، أظهر الإسلام ونشر الفتنة بين المسلمين وتذرع بحب آل البيت وكانت له مصائب عظيمة على المسلمين، توفي ٤٠هـ.
(٣) انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري (١/٨٦).


الصفحة التالية
Icon