- وبشر المريسى(١) اليهودي الذي كان له دور كبير في فتنة خلق القرآن، وتعطيل صفات رب العالمين(٢). وغيرهم كثير من أهل الزيغ والضلال ممن نشروا البدع، والمعتقدات الفاسدة، والتصورات المنحرفة، ولا شك أن الأسباب الخارجية ساهمت في فرقة الأمة وتمزيق وحدتها وهي من الموضوعات المتشعبة والطويلة والتي لابد من دراستها دراسة عميقة متأنية تكشف من خلالها أسبابها وأثرها في الأمة مثل: غزو المغول، والحملات الصليبية، وترجمة الفلسفات اليونانية والهندية... إلخ، ورغم أهمية الأسباب الخارجية فإن الأسباب الداخلية كان لها الأثر الأكبر في إحداث الفرقة وتقسيم صف الجماعة المسلمة.. وتنقسم الأسباب الداخلية إلى أسباب عامة(٣) وأسباب منهجية، وأهم الأسباب العامة هي:
١- الابتداع.
٢- الجهل.
٣- اتباع الهوى.
٤- تحكيم العقل وتقديمه على النصوص.
٥- الهجوم القبيح على أهل السنة.
وأما الأسباب المنهجية فجامعها، مخالفة منهج أهل السنة في النظر والاستدلال(٤):
أ- الابتداع:
تعريف البدعة لغة واصطلاحًا:
لغة: تطلق البدعة في اللغة على الشيء المخترع على غير مثال سابق، ويقال لمن أتى بأمر لم يسبقه إليه أحد، أبدع وتبدع: أي: أتى ببدعة(٥)، فهي تطلق على الأمر المحدث سواء كان محمودًا أو مذمومًا.

(١) هو بشر بن غياث بن أبي كريمة المريسي العدوي، فقيه معتزلي، عارف بالفلسفة، رمى بالزندقة، توفي ٢١٨هـ، ميزان الاعتدال (١/٣٢٣).
(٢) انظر: وجوب لزوم الجماعة وترك التفرق، ص١٣٦.
(٣) نص الشاطبي على أن أسباب الوقوع في الاختلاف ثلاثة أمور وهي: الجهل، واتباع الهوى، والتصميم على اتباع العوائد وإن فسدت وإن كانت مخالفة للحق (الاعتصام: ٢/١٧٢ – ١٨٠).
(٤) انظر: وجوب لزوم الجماعة وذم التفرق، ص١٣٧.
(٥) القاموس المحيط للفيروز آبادي (٣/٣، ٤)، الصحاح للجوهري (٣/١١٨٣)


الصفحة التالية
Icon