- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله --: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (١).
إن محاربة البدع والتمسك بما كان عليه رسول الله - ﷺ - وأصحابه والاقتداء بهم طريق الوحدة واجتماع كلمة الأمة، وقوة بنيانها ورصانة دعائمها، ومتانة قواعدها وإرجاع مجدها وعزتها، ومن أهم الأسباب للتمكين لهذا الدين.
ب- الجهل:
إن الجهل من أعظم أسباب الوقوع في المحرمات جميعها من كفر وفسوق وعصيان، ومن أعظم الجهل القول على الله بغير علم، وقد جعله الله عز وجل أعلى مراتب المحرمات وأعلى درجة من الإشراك به سبحانه، قال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: ٣٢].
يقول ابن القيم - رحمه الله -: (وأصل الشرك والكفر، هو القول على الله بلا علم)(٢).
وقد نهى الله عباده أن ينسبوا إلى دينه تحليل شيء أو تحريمه من عند أنفسهم،
ليس لديهم فيه حجة من الله ولا برهان، فقال تعالى: ﴿وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ﴾ [النحل: ١١٦].
فافتراء الكذب على الله عز وجل أمر خطير وعظيم، فهو تعد على جانب الألوهية، وتطاول على الله عز وجل، وفيه إضلال للعباد، وصدٌّ لهم عن دين الله الحق، قال تعالى: ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام: ١٤٤].

(١) البخاري، كتاب الصلح، باب: إذا اصطلحوا على صلح (٣/٢٢) رقم ٢٦٩٧.
(٢) مدارج السالكين (١/٣٧٣).


الصفحة التالية
Icon