إن الجهل من الأسباب المؤدية إلى الاختلاف والتفرق والابتعاد عن الحق والبعد عنه ورده، وبالتالي تأخير نصر الله وتمكين دينه في الأرض، ولذلك لابد من معرفة أسباب الجهل ومن ثم معالجتها، ومن أخطر الأمور أن يكون على مقدمة الحركة الإسلامية قيادة تجهل كتاب الله وسنة رسوله - ﷺ -، ولا تعطي للعلماء أي وزن أو اهتمام، بل تعمل على تهميشهم والنيل منهم، وتجعل من عقولهم وأهوائها مصادر للاجتهادات الحركية والفكرية والسلوكية، ومن المعلوم أن ما سوى الشرع موزون وليس بميزان، ومحكوم وليس بحاكم، ولذلك وقع كثير من العقلانيين ومن المتصوفة وغيرهم في
التخبط والضلال والبدع، وبالتالي ساهموا في تفريق الأمة وتشتيتها وإبعادها عن تحكيم شرع ربها.
والدواء النافع للجهل هو العلم، وقد وردت نصوص كثيرة من الكتاب والسنة في الحث على طلبه والثناء على أهله وذكر فضله(١).
جـ- الهوى:
عرف أهل اللغة الهوى بأنه: «محبة الإنسان للشيء وغلبته على قلبه»(٢).
وأما في الاصطلاح: ميلان النفس إلى ما تستلذه من الشهوات من غير داعية الشرع(٣).

(١) انظر: وجوب لزوم الجماعة وترك التفرق ص١٧١.
(٢) لسان العرب (١٥/٣٧١).
(٣) التعريفات للجرجاني، ص٢٥٧.


الصفحة التالية
Icon