يقول ابن تيمية - رحمه الله -: «ونفس الهوى - وهو الحب والبغض الذي في النفس- لا يلام عليه، فإن ذلك قد لا يملك، وإنما يلام على اتباعه»(١).
وقال في موضع آخر: «ومجرد الحب والبغض هوى، لكن المحرم اتباعه حبه وبغضه بغير هدى من الله »(٢).
إن اتباع الهوى من أسباب الفرقة، والفرقة من أسباب تأخر التمكين، فإذن فعلى المخلصين من أبناء الأمة الإسلامية، الحريصين على تحكيم شرع الله تعالى، محاربة الهوى وقلع جذوره وأسبابه من النفوس.
إن الله تعالى أمر عباده المؤمنين بأن يتقوه بفعل ما أمرهم به من الاجتماع على دينه متحابين متعاونين على الخير، وأن لا يموتوا إلا وهم مستسلمين لأمره منقادين لطاعته مبتعدين عن معصيته.
إن محاربة الأهواء طريق نحو الاجتماع والائتلاف، ونحو الأخذ بأسباب التمكين لهذا الدين.
إن اتباع الأهواء شتت جهودًا ضخمة في العمل الإسلامي، وأمرض قلوبًا كانت حية.
(٢) الفتاوى (٢٨/١٣٣).