إن نتائج التعصب و التقليد جسيمة وخطيرة من أشدها عدم قبول الحق، ورده إذا جاء من المخالف، وهذا إلى جانب كونه مؤديا إلى العداوة والبغضاء والتفرق، فهو خصلة ذميمة من خصال اليهود، والذين أمرنا الله تعالى ورسوله - ﷺ -، بمجانبة طريقهم وعدم التشبه بهم.
قال تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ﴾ [البقرة: ٩١].
إن محاربة التعصب والتقليد هو في حقيقته محاربة لأسباب الفرقة وبالتالي خطوة نحو الأخذ بأسباب التمكين، فعلى العاملين في مجال الدعوة أن يعالجوا هذه الأمراض المعضلة من التعصب والتقليد واتباع العوائد السيئة التي كانت سببا في تفريق الأمة شيعا وأحزابا.
هذه هي أهم الأسباب التي كان لها أثر مباشر في فرقة الأمة وهناك أسباب أخرى ولكن اكتفينا بالأهم خوفا من الإطالة.
رابعًا: الأخذ بأصول الوحدة والاتحاد والاجتماع:
إذا كانت الفرقة هي طريق الانحطاط، فإن الوحدة هي سبيل الارتقاء وتبوؤ المكانة الفاضلة من جديد.
إن اتحاد الأمة الإسلامية على أسس من ديننا العظيم أمل كل المسلمين الصادقين في كل مكان، ذلك أن الإسلام هو الذي جعل من العرب المتناحرين إخوة في دين الله ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: ١٠]. كما أن الإسلام بعقيدته الصحيحة وعبادته الصادقة، وأخلاقه الرفيعة، صهر الأمم والشعوب والحضارات التي دخلت فيه وجعل منهم أمة واحدة مترابطة ترابط الجسد الواحد، لا فرق بين الفارسي ولا البربري، ولا الرومي ولا العربي إلا بالتقوى.


الصفحة التالية
Icon