وإن العقيدة التي تصلح لجمع شتات المسلمين هي ما كان منبعها كتاب الله وسنة رسوله - ﷺ -، ويمكن التدليل على كل أصل من أصولها، أو جزئية من جزئياتها، ثم إن السلف الصالح الذين استقاموا على عقيدة الإسلام الحق دونوا هذه العقيدة تدوينا يميزها عن عقائد أهل الفرق والضلال(١).
إن سلامة الاعتقاد وصحته هي الطريق الوحيد لإقامة المجتمع المسلم المترابط المتآلف، ولا سبيل إلى اجتماع الأمة الإسلامية قاطبة، ووحدة صفها، وعزها وسعادتها في الدنيا والآخرة إلا بالعودة الصحيحة إلى الإسلام الصافي، النقي، الخالص من شوائب الشرك والبدع والأهواء والتعصب واتباع العوائد الفاسدة، وهذا يتطلب من كل مسلم أن ينبذ كل المذاهب والمناهج الحادثة المخالفة لما كان عليه سلف الأمة، وأن تكون له عناية فائقة بمذهب السلف الصالح، وعقيدتهم ومنهجهم.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (وإذا تأمل اللبيب الفاضل هذه الأمور(٢) تبين له أن مذهب السلف والأئمة في غاية الاستقامة والسداد، والصحة والاطراد، وأنه مقتضى المعقول الصريح، والمنقول الصحيح، وأن من خالفه كان مع تناقض قوله المختلف الذي يؤفك عنه من أفك، خارجًا عن موجب العقل والسمع، مخالفا للفطرة والسمع) (٣).
إن طريق التمكين لابد فيه من وحدة الصف الإسلامي، ووحدة الصف ليس لها من سبيل إلا الإسلام الصحيح، والإسلام الصحيح مصدره القرآن والسنة، والطريق لفهم القرآن والسنة هي طريق رسول الله - ﷺ - وأصحابه الكرام، والتابعين لهم بإحسان، ومن سار على نهجهم وطريقتهم إلى يوم الدين.
١- من القرآن الكريم:

(١) كيف تستعيد الأمة الإسلامية مكانتها من جديد؟ د. الأشقر، ص٦٩.
(٢) الأمر، يقصد اختلاف أهل البدع في مسائل الاعتقاد.
(٣) مجموع الفتاوى (٥/٢١٢، ٢١٣).


الصفحة التالية
Icon