إن حرص كل مسلم على تحكيم شرع الله تعالى على نفسه وأسرته ومجتمعه خطوة أصيلة نحو وحدة الأمة، والاقتراب من نصر الله تعالى، كما أن للتحاكم إلى شرع الله تعالى آثارا دنيوية وآخروية.
الآثار الدنيوية: الاستخلاف والتمكين، والأمن والاستقرار، والنصر والفتح، والعز والشرف، وبركة العيش ورغد الحياة والهداية والتثبيت، وانتشار الفضائل وانزواء الرذائل.
أما الآثار الأخروية: فالمغفرة وتكفير السيئات، والثواب العظيم عند الله تعالى، والحياة الحقة الدائمة، وعلو المنزلة ومعية التكريم.
جـ- صدق الانتماء إلى الإسلام:
ومن الأصول المهمة في توحيد صفوف المسلمين أن يجتهد الدعاة إلى الله في تحصين المسلمين من المناهج والنظريات والدعوات الأرضية التي تفنن أصحابها في تزويقها وتزيينها، وكانت سببا مهما في تشتيت ولاء المسلمين، وفقد كثير من أبناء المسلمين هويتهم، ومسخ شخصيتهم بفعل التضليل المستمر الذي يمارسه شياطين الإنس والجن بمختلف الوسائل، ومن أسباب جمع صفوف الأمة وتحقيق الوحدة بينها الدعوة إلى الالتزام بالإسلام عقيدة وشريعة، ومنهج حياة، والاعتزاز بالانتساب إلى هذا الدين، ونبذ كل ما يخالفه ويضاده.
إن الإسلام منهج حياة، والعبودية لله معلم كبير في حياة المسلم، والمسلمون -وفق هذا المنهج والفهم- يشكلون أمة واحدة في مقابلة التجمعات البشرية.
والمسلم الصادق يعتز بالانتساب إلى الإسلام: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت: ٣٣] نص المولى عز وجل على أن أفضل الناس هم الذين يعلنون انتسابهم إلى الإسلام.